مشفى دوما الميداني: كل فظاعات الحرب تمر من هنا

 

دوما (سوريا)

تقع دوما، المدينة التي اعيش فيها،شمال شرق دمشق، وهي معقل بارز ل"الثورة السورية" يبلغ عدد سكانها مئتيالف نسمة، وتحاصرها قوات نظام الرئيس بشار الاسد منذ اكثر من سنة. كل يوم، نتعرض لقصفمدفعي وجوي. دخلت دوما سجل الحرب منذ اندلاع جولة المعارك الاولى في ريف في صيف2012، وهي جزء من الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتي تعرضتلهجوم بالاسلحة الكيميائية في آب/اغسطس 2013 وجهت اصابع الاتهام فيه الى النظام،ووقع نتيجته الاف القتلى.

(AFP / Abd Doumany)

"المشفى" الذي التقطتفيه هذه الصور هو عبارة عن نقطة اسعافية مستحدثة في الطابق السفلي لاحد الابنية،ويديرها "المكتب الطبي الموحد في دوما" الذي انشىء في 2013 لتنسيق انشطةالعلاج الطبي في المنطقة.

(AFP / Abd Doumany)

ويعالج المشفى كل الاصابات الناتجة عنالحرب، وهو مجهز لاستقبال الحالات من كافة ارجاء الغوطة الشرقية المحاصرة.

بين الاصابات التي تنقل الى المشفى،حالات بسيطة ومتوسطة... لكن في المكان ايضا يتم تقييم حالات الجرحى الذين ينقلونالى مكان آخر في حال كانوا يحتاجون الى عمليات جراحية.

(AFP / Abd Doumany)

اهرع الى هذا المشفى مع آلة التصويركلما اشتد القصف او كلما حصلت غارة من الطيران لتوثيق الحدث. ما إن أصل حتى يبدأكابوس من نوع جديد كل مرة.

(AFP / Abd Doumany)

التصوير داخل النقطة الاسعافية امربالغ الصعوبة، لا سيما عندما يكون هناك اكثر من خمسين مصابا تم القاؤهم هنا وهناك،يتألمون، ينزفون، بينما الجميع في حالة غضب واحتقان.

(AFP / Abd Doumany)

في كثير من الاحيان، اتوقف عن التصويرلهول المشاهد واحتراما لمشاعر الجرحى.

يعاني المشفى من نقص حاد في التجهيزاتوالادوية اللازمة للعلاج.. الطاقم الطبي منهك باستمرار، لان تدفق الاصابات لايتوقف. احيانا، يمضي افراد الطاقم 48 ساعة يعملون من دون اي استراحة.

(AFP / Abd Doumany)

بين الضحايا الذين التقطت لهم صوراخلال الاشهر الاخيرة، أتذكر بشكل خاص الشاب احمد البالغ من العمر 17 عاما..تضررت يده نتيجة الاصابة بشكل لا يمكن علاجه وكانت تحتاج الى عملية بتر الاصابع..لكنه رفض العملية الجراحية وكان يردد "لعلني استيقظ في يوم، وأجد ان يدي بداتبالتحسن واستطيع الكتابة واستخدامها مجددا".

(AFP / Abd Doumany)

لكن يده لم تتحسن، واصيبت بالغنغرينا،وبات بترها امرا لا مفر منها.

في كل مرة اذهب الى النقطة الاسعافية،ينتابني شعور مختلف: مرة خوف، ومرة حزن، ومرة رفض... انه شيء لا يمكن الاعتيادعليه. المشاهد القاسية متشابهة ربما، لكن الشعور ازاءها يثير صدمة تتجدد في كلمرة.

(AFP / Abd Doumany)

احيانا بعد عودتي من النقطة الاسعافية، امضي ساعات لا اتكلم مع احد.. اصاب باكتئاب، والمشاهد المؤلمة لا تفارقذهني.

يؤلمني ان أرى اشخاصا يفقدون احباء..إجمالا، اتوقف عن تصويرهم في تلك اللحظات احتراما لمشاعرهم. هي مشاعر اعرفهاتماما.... أنا ايضا فقدت أخا في هذه الحرب المدمرة.

(AFP / Abd Doumany)